بسم الله الرحمن الرحيم
تعد الأحجار الكريمة من الكنوز المودعة في الأرض لمنفعة الإنسان. وعالمها المتوهج والملون مليء بالدهشة والأسرار. عرف العراقيون الماس والياقوت والزبرجد والعقيق والفيروز وسواها من الأحجار النفيسة واستخدموها منذ زمن موغل في القدم . وكانت استخداماتها لأغراض شتى منها ما هو مرتبط بالطقوس الدينية ومنها لعلاج الأمراض المختلفة وأخرى للزينة.
كما كانت تعمل منها أيضاً أختام الملوك وترصع بها تيجانهم وحليهم وأسلحتهم وصناديق مدخراتهم وملابسهم وكراسي عروشهم، وتصاغ منها كذلك حلي النساء.
كانت تجارة الأحجار الكريمة بين البلدان والأقاليم رائجة ومربحة. بيد انها شاقة ومضنية محفوفة بالمخاطر. لذلك كان لا يزاولها إلا من كانت لديه القدرة على تحمل المتاعب وأهوال السفر الطويل، ومن تميز بروح التحدي والمغامرة واتصف بالشجاعة والصبر والطموح.
سبب تسميتها بالأحجار الكريمة
يبدو ان ذكر هذه الاحجار الكريمة في الكتب الدينية المقدسة وعلى السنة بعض الأنبياء في وصف قصور الجنة او الحور العين منحها سمة دينية تحمل دلالات الخير والبركة والتفاؤل والرزق والسعادة والشفاء من بعض الأمراض والنجاة من المهالك والأذى وبتعبير آخر انها اكتسبت صفة الكرم والخير لأنها من أحجار الجنة المباركة الطيبة .
أماكن وجود الأحجار النفيسة
أكثر بقاع الأرض توجد فيها الأحجار الكريمة ومنها بلاد اليمن والهند وبلاد افريقيا والبرازيل وايران وقبرص وبولونيا وكولومبيا وزامبيا وبورما. وتوجد في كردستان العراق وتحديداً في راوندوز. لكن الملاحظ ان كل بلاد من هذه البلدان تختص بنوع معين من الأحجار وتشتهر به .
من نفائس الأحجار الكريمة
الياقوت: هو افضل أنواع الجمادات . وأجوده الأحمر ثم البهرماني فالعصفوري فالخمري فالوردي فالاصفر. وأجوده الجلناري فالخلوقي فالرقيق الصفرة. ثم الاسمانجوني الكحلي فاللازوردي فالنيلي فالزيتي ثم الأبيض وأجوده الساطع. وأجود الكل ما سلم من الشقوق والتضاريس.
العقيق: حجر معروف في اليمن وهو أنواع. أجوده الأحمر فالأصفر فالأبيض وغيرها رديء وهي أصلية غير منتقلة بالطبخ . وقيل ان المشطب منه أجود.
الماس: من نفيس الأحجار. وأجوده الزيتي فالنوشادري ويعرف بالماقدوني فالبورمي ويعرف كذلك بالقبرصي وأردؤه الأخضر . من خواصه انه قادر على ثقب كل معدن.
الزبرجد: هو والزمرد سواء وأجوده القبرصي فالمصري وقيل العكس وأردؤه الهندي الأحمر. والزبرجد له ألوان كثيرة لكن المشهور منه هو الأخضر وهو المصري والأصفر وهو القبرصي.
الفيروز: حجر كريم أجوده الازرق المتغير بتغير لون السماء ويجلب من خراسان وجبال فارس. وهو أسرع الأحجار فساداً بالادهان والعطور.
تجارة الاحجار الكريمة
تشتهر مدينة كربلاء المقدسة بالسياحة الدينية على مدار السنة لوجود المراقد المشرفة فيها حيث يؤمها آلاف الزوار من مختلف الاقطار الاسلامية. لذلك راجت في سوقها تجارة الاحجار الكريمة كالعقيق والياقوت والفيروز والزمرد والماس وغيرها. وللتعرف على انواع الاحجار الكريمة المتداولة وأسرارها الخفية التقينا احد مزاولي تجارتها المعروفين في كربلاء وهو السيد نزار حبيب فتحدث الينا قائلاً: يرغب رجال الدين والناس المتدينون اقتناء الخواتم الفضية التي تحمل نفائس العقيق والياقوت والفيروز وغيرها. ليلبسونها في أصابع اليد اليمنى إقتداء بالنبي محمد (ص) وأهل بيته الاطهار لما تنطوي عليه هذه الأحجار من معان إيحائية تتعلق بالشفاء من الامراض واكتساب الرزق الوفير وبالحصول على ما يتمناه حاملها من سعادة ورخاء. وترتبط كذلك ببعض المعتقدات الشعبية فقد روي عن الائمة عليهم السلام: (ان اليواقيت تنفي الفقر).
تجارة الأحجار الكريمة مهارة وخبرة
وأضاف السيد نزار حبيب: ان تجارة الأحجار الثمينة تتطلب مهارة وخبرة فضلاً عن الثقافة العامة والمعلومات الخاصة بمصادرها ومواصفاتها وخصائصها وألوانها وأنواع النقوش والكتابات والأختام وقدمها واسماء الأعلام والمشاهير الذين استخدموها وغير ذلك.
ويعودنا تاريخ استخدام الأحجار الكريمة الى زمن البابليين. فقد صنعوا منها تماثيلهم كالثور المجنح .
كيف نثمن الحجر
ونقيمه ؟
عن هذا السؤال يجيبنا السيد نزار حبيب: كلما كان الحجر قديماً يكون مفضلاً وتكون قيمته المادية والمعنوية اكبر. وإذا كان قديماً ونادراً فهذا يزيد من أهميته وقيمته. وتدخل في مسألة تقييمه وتثمينه امور أخرى لها أهميتها ايضاً.
وهي نوع النقش والكتابة وتاريخها. فكلما كان النقش والتدوين موغلاً في القدم ويعود الى علم تاريخي مشهور ومهم كأن يكون لملك سومري او بابلي او لنبي من الأنبياء او لإمام او لشخصية قيادية وتاريخية يكون الحجر أغلى ثمناً وأعظم قيمة ويعد تحفة نادرة كلما كانت (جراخته) قديمة جداً تزيد ايضاً من قيمته. كما ان نقاءه وخلوصه من الشوائب العالقة به مهمان في عملية تثمينه. ثم خاصية اللون. فلكل حجر لون مميز يدل على نوعه ومصدره. يضاف الى ذلك امر آخر في غاية الأهمية أعني به قياس درجة صلابة الحجر.
* وكيف تقيس درجة صلابة الحجر ؟
- هناك نوعان من جهاز فحص صلابة الأحجار الكريمة. احدهما : ياباني والآخر كوري. والمفضل هو الياباني.
نقيس بواسطته درجة صلابة الأحجار من أعلى درجة وهي (9) الى أدنى درجة وهي (1).