قال تعالى في كتابة العزيز: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)(الحج:5).
معاني الألفاظ :
الأرض الهامدة : هي الأرض الميتة التي لا حياة فيها.
ربت : ارتفعت.
الأرض : المقصود هنا سطح التربة.وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا
الإعجاز العلمي في الآيات :
هذه الآية عظيمة الشأن، عالية القدر من آيات القرآن العظيم، ساقها الله سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم فالإيمان يزيد وينقص .
الآية تقول إنك ترى الأرض يابسة خاملة ساكنة .. فكل ما فيها ساكن لا يتحرك، وكل سكانها وكائناتها محكوم عليها بالموت والهلاك إذا لم ينزل عليها الماء .. البكتريا .. الفطريات ... الطحالب ... البذور ... السيقان الأرضية .. البصلات ... البُصَيلات .. حويصلات الديدان، بيوض الحشرات .. كل هذه التراكيب تعيش تحت الأرض في سبات وسكون هاجعة لا تتحرك وتأخذ أقل حجم لها، وأقل مساحة وتنخفض العمليات الحيوية إلى أقل معدل في حياة الكائنات الحية الموجودة بها، حتى جزيئات التربة، وتسبح الأرض هامدة ساكنة، سكون يشابه سكون القبور .. أنظر إلى هذه الأرض القاحلة المتماسكة الجزيئات إذا لم ينزل عليها المطر بأنها تظل هكذا إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة إشارة الإلهية العجيبة فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ تبدأ الحركة . وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا
الجراثيم الموجودة تنبت وتتحرك وتبدأ الحويصلات الساكنة في الإنبات والحركة، حويصلات الديدان تنشط وتتحرك، البصلات، البصيلات، الديدان، السيقان الأرضية، الحبوب، البذور ملايين الكائنات تسري فيها الحياة فتتحرك الأرض وتهتز، هذا المنظر البديع المعجز يصوره ربنا سبحانه وتعالى بقوله (اهْتَزَّتْ) وتبدأ عمليات الانقسام وامتصاص الماء، وتحليل الغذاء المعقد إلى وحدات أقل ارتباط وأكثر عدداً واكبر حجماً، وتنشط الديدان الأرضية في شق الأنفاق الأرضية وابتلاع كميات هائلة من التربة المتلاصقة وإخراجها بعد ذلك مفككة مم يزيد في حجمها فترتفع وتهتز، وتبدأ عملية تأين عجيبة في جزيئات التربة والتي أكتشفها عالم بريطاني اسمه براون في عام 1827م[1] حيث وجد أن ماء المطر إذا سقط على التربة أحدث لها اهتزازات تهتز لها حبيبات التربة هذه الحبيبات الصغيرة التي يكون أكبر حبيبة فيها قطره 3 مم، وتتكون هذه الحبيبات من المعادن المختلفة والتي تتركب من صفائح متراصة بعضها فوق بعض، فإذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات بسبب اختلاف هذه المعادن, ويحدث تأين نتيجة لاختلاف الشحنات الكهربائية المتولدة فتهتز هذه الحبيبات نتيجة هذا التأين مما يؤدي هذا بدوره إلى دخول الماء بين الصفائح المتراصة وهذا يؤدي كذلك إلى انتفاخها وارتفاعها عن سطح الأرض فهذه العوامل المعقدة كلها مجتمعة هي التي تؤدي إلى اهتزاز الأرض التربة من أخبر محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام عن هذه الظاهرة الرائعة إنه رب العالمين